رواية و كتاب: روايات الثورة يكتبها الـ«فيس بوك»

الثلاثاء، 2 أكتوبر 2012

روايات الثورة يكتبها الـ«فيس بوك»









وكان يطالع في هذه الأثناء عناوين إصدارات مصرية حديثة تشترك جميعها في أنها كتبت من وحي الثورة.

حديث خوري جاء في إطار لقاءات "الأكاديمية الصيفية" التي ينظمها مركز دراسات الترجمة بالجامعة الأمريكية، وخصص هذا اللقاء لمناقشة ثلاثية "الأدب والثورة والسياسة"، ودار حديث خوري حول علاقة الأدب بالحدث، وما أطلق عليه "أدب الشهادة"، حيث يشارك المؤلف في الحدث، و"يدمج بين الذاتي والموضوعي فيتحول النص الأدبي إلى شهادة"، وأشار كذلك إلى "شهادة الأدب"، الذي يقدم رؤية للواقع التاريخي والاجتماعي، ويكون آنذاك "الأدب شاهدًا على الزمن".

أشار صاحب رائعة "باب الشمس" إلى الرواية اللبنانية التي اعتبر أنها نشأت عمليًّا وقت الحرب الأهلية، وانتقل إلى تقديم أصحاب أربعة أعمال أدبية كنماذج لما أطلق عليه "أدب الشهادة"، واستهل الدكتور عز الدين شكري الحديث عن روايته الصادرة حديثًا "باب الخروج"، التي تتحدث عن روح "المغامرة" التي انتابته أثناء كتابته لهذا العمل لما فيه من استشراف مستقبلي لحدث لا يزال قائمًا، ولم ينته بعدُ وهو الثورة "لا يمكن أن يعكس الأدب الثورة إلا بعد مرور سنوات عليها، ومع ذلك كان لدي هاجس قوي لكتابة هذه الرواية"، هكذا يقول معبرًا عن خشيته من أن يخرج هذا العمل فلا يعتبر آنذاك شهادة، ولا حتى رواية "فيبتلعه النسيان"، ولكنه مع ذلك خاض هذه المغامرة الكتابية، على حد تعبيره.

في المقابل تحدثت منى برنس، عن عملها الأحدث "اسمي ثورة"، الذي قررت أن يحمل شهادتها عن الثورة معتبرة أنه حررها "خرجت بفضله من القوقعة والانسحاب الذي كنت أعيشه قبل الثورة"، اعتبرت منى أن أهم من شغلها آنذاك كان كيفية الكتابة عن الحدث فاستعانت بطريقة اليوميات "الكتابة بعين الكاميرا"، على حد تعبيرها، وأهدته إلى كل المصريين "الإسلاميين وغير الإسلاميين وحتى الفلول"، واستعانت الكاتبة بـ"الفيس بوك"؛ للتعرف على ردود الأفعال حيال كتابتها أولا بأول فكانت تنشر كل فصل تنتهى منه على صفحتها، مستقبلة التعليقات لحظة الكتابة، كما استعانت في كتابها بالتعليقات الساخرة والسردية التي كان الموقع التفاعلي الأشهر يعج بها مع كل لحظة في الثورة.

"عام التنين"، هو الكتاب الثالث الذي تم طرحه خلال اللقاء، الذي استضافته كلية الآداب بجامعة القاهرة، وصاحبه محمد ربيع الذي صاغ فيه روائيًّا، كيف حوّل مبارك الشعب المصري على مدار فترة حكمه إلى حالة من "البلادة" العامة، وعبّر بقوله "أتمنى أن نكون قد تجاوزنا عبادة الحاكم والتشبه حتى بنقائصه".

الجولة الرابعة كانت مع أحمد سلطان، الذي تحدث عن تجربة كتابه "أجندة الثورة"، الذي تم الاستعانة فيه بالتعليقات والنشاطات المختلفة على «الفيس بوك» لعدد من الشخصيات المختلفة؛ ليكون على حد تعبيره "فيلمًا تسجيليًّا مكتوبًا"، وهو التصنيف الذي حار في إيجاده عند عرض الكتاب للنشر.
بالنسبة للدكتورة سامية محرز، رئيسة مركز دراسات الترجمة بالجامعة الأمريكية، فإن: "اللحظة التي تعيشها أفرزت أنماطًا لافتة لطرق الكتابة والتعبير الإبداعي كما ظهر في الميدان والجرافيتي"، وعلقت كذلك على ما أطلقت عليها بـ"اللحظة التكنولوجية"، مشيرة إلى النشر اللحظي الذي قامت به الكاتبة منى برنس لروايتها على الفيس بوك، علاوة على الاستعانة بذات الموقع لتدوين ذاكرة الثورة، وهو ما عقبت عليه منى "لقد استخدمت الفيس بوك كمرجع"، وتمت الإشارة أيضًا إلى كتاب "أجندة الثورة" باعتباره قدم "تأريخًا جماعيًّا للثورة من خلال status.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق