رواية و كتاب: كتب تحت المجهر: يهودي يدافع عن المسلمين

الأحد، 9 فبراير 2014

كتب تحت المجهر: يهودي يدافع عن المسلمين

“منبوذونا، هؤلاء المسلمون الذين لا ترغب فيهم فرنسا” ما زال يثير جدلا كبيرا في فرنسا منذ صدوره لتناوله قضية حساسة في المجتمع الفرنسي.






كتاب يناصر قضاياالمسلمين في فرنسا

هذا كتاب أثار جدلا كبيرا منذ صدوره لأنه يشير بشجاعة نادرة إلى قضية لا تني تكبر وتتسع، ونعني بها موقف المجتمع الفرنسي من المسلمين في فرنسا. بل إن كبريات الصحف والمجلات شنت عليه هجوما واسعا متهمة صاحبه بالانحياز للإسلام والمسلمين. الكتاب بعنوان “منبوذونا، هؤلاء المسلمون الذين لا ترغب فيهم فرنسا”، ومؤلفه كلود أسكولوفيتش هو يهودي يساري طرد من مجلة “لوبوان” لمواقفه المناصرة لقضايا المسلمين، الذين صاروا في نظره هدفا لحملات تشويه مسعورة، وعرضة لأعمال عنصرية من فئات كثيرة من المجتمع، ولعداء نخبة تتستر خلف مبادئ العَلمانية، لتَصِمَهم بما ليس فيهم. يرى الكاتب أن فرنسا، برغم التصريحات الرنانة، لا تريد أن تقرّ بأنها متعددة الديانات، وأن مسلميها جزء من الشعب الفرنسي.

مسلمتان تنددان بالنقاب

“الجمهورية أو البرقع" هو الكتاب الجديد لعالمتي الأنثروبولوجيا دنيا وليليا بوزار المتخصصتين في الشأن الديني، تنطلقان فيه من بحوث ميدانية في أوساط الجالية المسلمة بفرنسا لتحليل دوافع فرض بعض الرجال النقاب على نسائهن. وفي رأيهما أن هذه المسألة هي الجزء الظاهر من جبل الجليد، لأن خلف الظاهرة جماعات سلفية لها فهم خاص للدين تريد فرضه على المسلمين، في لباسهم وسلوكهم وعلاقاتهم بغيرهم سواء من الفرنسيين أو من الجاليات الأجنبية. ويتجلى ذلك في دعواتها إلى رفض النساء الانصياع لقوانين البلاد، في مختلف المؤسسات العامة، كالمستشفيات والمدارس والمصانع. تركز المؤلفتان على خطر تحديد الهوية بالدين وحده، لأنها قد تقود إلى الانغلاق والراديكالية والعنف، أي أن رفض النقاب فيه وفاء للجمهورية، وفيه أيضا احترام لمبادئ الإسلام السمحة.






دليل الليبيدو المنكوبة

“الاجتثاث” هو آخر أعمال المغربي الطاهر بن جلون، وقد صدر كالعادة عن دار غاليمار. موضوع الرواية عملية جراحية لاستئصال البروستاتة أجريت على صديق له وطلب منه أن يرويها بتفاصيلها، وهو الذي رافقه في محنته هذه من بدئها حتى منتهاها.

استجاب الكاتب إذن ونقل إلى القراء الوقائع كما عاشها دون أن يغفل حتى عن ذكر الجزئيات، كراتب الممرضات مثلا. والغاية، كما قال المؤلف، هو وضع كتاب لا يفيد الرجال الذين تجرى عليهم هذه العملية وحدهم، بل كل من حولهم أيضا، فعادة ما يحارون أمام مصاب كهذا. لم تلق الرواية من النقاد ما لقيته روايات بن جلون السابقة، ليس من جهة موضوعها فحسب، وإنما أيضا من جهة بنائها التقليدي، ولغتها المباشرة.

ضد الجماعات السلفية

عن منشورات “الأرخبيل” بباريس صدر للباحثة مارتين غزلان كتاب يروي سيرة سبعة متمردين ومتمردات على الوضع القائم في البلدان الإسلامية، هم على التوالي “الفيمن” التونسية أمينة السبوعي والفنان التركي فاضل ساي والتلميذة الباكستانية ملالا يوسفزاي والشاعر السعودي حمزة كشغاري والمحامية الإيرانية نسرين سوتوده والمدون الفلسطيني وليد الحسيني والجامعي التونسي الحبيب قصدغلي. وكلهم يلتقون في تعرضهم للإرهاب السلفي الذي اجتاح بلاد الإسلام كافة في الأعوام الأخيرة، ودفاعهم عن حرية الفكر والرأي والمعتقد ضد من يريدون فرض شريعتهم الخاصة النابعة من فهم متحجر للدين، يكفرون من لم يتبع ملتهم كأن الله لم يهد سواهم، كما قال ابن رشد. الكتاب بعنوان “متمردو الله”، فهم مسلمون يعيشون إسلامهم بوصفه دين تسامح وليس دين قسر وجبر.




الوجه الآخر للمجتمع المغربي


جديد الروائي المغربي الفرنكوفوني عبد الحق سرحان أستاذ الأدب الفرنسي بجامعة لويزيانا الأميركية رواية بعنوان “الرجل الذي يمشي على مؤخرته”صدرت عن دار سوي بباريس، ينتقد فيها السارد مجتمعا استشرى فيه الفقر والفساد والإرهاب العقائدي، بأسلوب جريء ينضح بالسخرية، من شيوخ وأئمة يكفرون الفكر والديمقراطية والرأي الآخر، وحتى من ذاته نفسها. تدور أحداث الرواية في بيت أحد أصدقاء السارد، رويدة المقعد الذي يستعد للزواج، في ربع ناء جنوبي فاس، حيث يلام الكاتب عن جعله حياة البؤس التي يعيشونها مادة لرواياته. خلال سهرة تعبق بالخمر والحشيش والمجون، ويتداخل فيها الجدل السياسي بالحكايات الماجنة، والذكريات المأساوية بالرقص والغناء.

مختارات من الشعر الفلسطيني

عن دار المنار بباريس صدر للشاعر والجامعي التونسي المقيم بفرنسا كتاب جديد بعنوان “شعر فلسطين”، يضم مختارات من الشعر الفلسطيني المعاصر، تولى جمعها ونقلها إلى الفرنسية، وهي قصائد لثلة من الشعراء المؤمنين بقضيتهم، منهم من فرض حضوره على الذاكرة العربية، ومنهم من لم يتجاوز بعد محيطه الضيق. ولكنهم اختاروا جميعا القول الشعري، برغم ثقل المأساة وكثرة الخيبات، للتعبير عن حاضرهم وآمالهم، التي لا تتعدى في مجملها العيش في حرية وسلام في أرضهم بين إخوانهم كسائر خلق الله. يكتبون لأنهم يعتبرون الكتابة فعلا حضاريا، يؤسس لآت لا حرب فيه ولا احتلال، يرومون من ذلك إعادة بناء عالمهم وتأثيثه وفق رؤية غير طوباوية، بلا تعال ولا زيف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق